تثقيف الأمهات تغذويا وأثره على صحة العائلة

اعداد م.ز ناجح ناجي حسن
 اخصائية التغذية العلاجية والحميات آيات شطارة 


تعد الأم الشخص الأهم  و الأول في العائلة العربية بالنسبة للأشراف على الطعام وتحضيره والتي يشاركها غالبا الأخت الكبرى أو الزوج أحيانا، وقد يكون هناك دور كبير بين تثقيف الأم تغذويا  وصحيا، وبين الحد من العديد من العادات الغذائية التي تضر بأفراد الأسرة وبالتالي تقيهم من المتاعب الصحية أو الأمراض

فمن ملاحظتنا خلال العمل في العيادات التغذوية والمجالات الأخرى وأيضا خلال العمل التطوعي الذي نقوم به لمساعدة بعض الأشخاص لاتباع حمية غذائية خاصة لنزول الوزن، أو توعيتهم بمواضيع التغذية  , وقد رأينا ان كل اولئك يعودون بتطبيق ذلك إلى الأم بالغالب بتحضير الطعام الصحي لهم ، وكما أرى فإن توعية الأم تغذويا بأمور بسيطة في البداية  هو توعية لكافة الأسرة وقد يعطي نتائج نزول وزن وأثر ايجابي على الصحة للعائلة كاملة وهو أكثر دواما واستمرار.

فقد يكون توعية شاب وتثقفه صحيا وتغذويا بكل جيد وتحضيره وتحفيزه لاتباع حمية، سيقف أمامه  ما تحضره الأم غالبا أو أحد أفراد الأسرة وما يرافق ذلك من عادات غذائية غير صحية في تحضير الطعام. بينما إن تثقيف الأم تغذويا وصحيا وبيان الفائدة من ذلك قد ينعكس على العائلة كاملة

لذلك قمنا بجمع عدة أفكار ونصائح وطرق يمكن من خلال إيصالها للأم وتثقيفها بها لتوضيح أهمية القيام باتباعها او عدم اتباعها، وذلك بأن يتم تحويل أسرة كاملة تدريجيا إلى نمط حياة صحي تغذوي وبشكل دائم، والوسيلة الأفضل لتطبيق ذلك الأمر أن تكون الأم  المشرف بشكل شبه كامل على إدارة المطبخ وإعداد الطعام ومكوناته وطرق الطبخ، وأوقات الطعام بالتعاون مع الزوج والأخت الكبرى أحيانا .

وحتى لا يكون الكلام معمم أو بلا أهداف، فقد وضعنا عدة نقاط وأفكار يمكن في حال تطبيقها أن تصل بالعائلة إلى النمط الصحي بنسبة متوسطة، ولكن يجب أن يكون تطبيقها بشكل تدريجي مع التوضيح لأهمية ما يتم تطبيقه لأفراد الأسرة
في النقاط التالية (وهي قليل من كثير) ما هي لها علاقة بالتغذية بشكل مباشر أو بشكل جزئي ومنها:

·       التحول إلى الأطعمة  المشوية والمسلوقة بدلا من المقلية .
·       تنظيم أوقات الطعام قدر الإمكان مع جعل الفطور من الأولويات وتبكير العشاء.
·       العمل على تغيير مشتريات الأطفال من الاطعمة غير الصحية كالشيبس والجلي والشوكولاته إلى الاطعمة الصحية
·       بالنسبة لطلبة المدراس فاجبارهم بشكل معين و تدريجي على الإفطار ، وعمل سندويشات صحية بالمنزل بدلا من سندويشات المدرسة والمطاعم
·       استخدام أطباق صغيرة بدلا من الكبيرة
·       التأكد من غسل الأيدي قبل وبعد الطعام واستخدام معجون الأسنان بعد الأكل (فصحة الأسنان تنعكس بشكل معين على التغذية)
·       إحلال الخبز الأسمر بدلا من الأبيض بالتدرج وإدخال الشوفان بشكل كامل في الأطعمة .
·       معرفة الأم بالبدائل الغذائية والتي تساعدها بالتغيير لعدم الملل من التكرار .
·       إزالة جلد الدجاج كاملاً قبل الطبخ .
·    إلغاء استخدام مكعبات شوربة الدجاج لما لها من اضرار كبيرة .
·       تقليل الحلويات والاستعاضة عنها بالفواكة  .
·       التحول إلى المشروبات الصحية الساخنة كالشاي الأخضر والكمون والياتسون والبابونج  وغيرها، بدلا من المشروبات الغنية بالكافيين، والتدرج بإلغاء المشروبات الغازية واستبدالها بالأقل ضرراً .
·       تقليل الملح ما أمكن وتقليل السكر ما أمكن .
·       تحويل الأبناء وخاصة الأطفال إلى النشاط الرياضي أو الحركة بدلا من متابعة التلفاز أو أجهزة اللعب الإلكترونية بتحديد أوقات لذلك  .

النقاط التي ذكرتها أعلاه هي من بعض النقاط التي نحاول كاخصائيي التغذية التوعية بمضارها أو فوائدها للمراجعين ، لكن ما نهدف إليه أن يكون ذلك موجود بشكل دائم في البيوت عن طريق الأم نفسها  .

إن هذا الهدف لا يكفيه مقالة أو محاضرة أو توزيع بروشور أو إجراء عابر وسريع، بل يحتاج إلى دعم أكبر من ذلك، بتوعية الأم بأهمية النقاط أعلاه بداية ثم الانتقال إلى غيرها في مرحلة لاحقة، حيث إن فيه درئاً للكثير من الأمراض والمتاعب والعادات التي تثقل كاهل الأسرة والمستشفيات معا سواء ماديا او صحيا.

ودوما فأن درهم وقاية خيرٌ من ألف قنطار من العلاج

                                          دمتم بخير


Comments