واقع اخصائي التغذية في الاردن

يعد اخصائي التغذية او مهندس التغذية من التخصصات المنتشرة والمشهوره بالاردن، حيث ان الاخصائيين الاردنيين مشهورون ومعروفون بشكل كبير، حيث ان دول الخليج تمتلئ باعداد كبيرة من اخصائيي التغذية الاردنيين لكن هناك الجانب الاخر من الموضوع، وهو سوء اوضاع اخصائيي التغذية العملية  والمالية والتشريعية .

تخصص التغذية في الجامعات الاردنية

ان قسم التغذية في بعض الجامعات تتبع لكلية الرزاعة مثل جامعة العلوم والتكنولوجيا والجامعة الاردنية وجامعة مؤتة، وينتسب خريجي هذه الكليات الى نقابة المهندسين الزراعيين،  بينما تتبع لكليات طبية في جامعات اخرى مثل الجامعة الهاشمية وجامعة البترا، وتلك الكليات هي:


 الجامعات الخاصة

* الجامعة الاردنية – كلية الزراعة

* جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية - كلية الزراعة

* جامعة مؤته - كلية الزراعة

* الجامعة الامريكية في مادبا -

* الجامعة الهاشمية – كلية العلوم الطبية

* جامعة البلقاء – كلية الحصن – قسم العلوم التطبيقية

* جامعة البلقاء – كلية السلط

* جامعة البلقاء – كلية الزرقاء – قسم  العلوم الطبية المساندة

 الجامعات الخاصة
* جامعة البترا – كلية الصيدلة
* جامعة جرش – كلية الزراعة

مجالات العمل

وعند التخرج والبحث عن العمل فان كثرة مجالات العمل تجعلنا مشتتين، فهل نعمل في المصانع ام نبحث بالرقابة الغذائية والرقابة الصحية ام نتوجه الى مركز تغذية للحميات الغذائية وتخفيف الوزن (والذي يعاني الشباب في العمل به لاسباب ساذكرها)، ام يتوجه الى المنظمات الدولية التي لها علاقة بالغذاء، ام بالمطاعم والفنادق  ام لوزارة الصحة ودوائرها ام لوزارة الزراعة ودوائرها ام شركات الخدمات المساندة الدنيئة التعامل ... الخ. هذا التشتيت والذي يجب  ان يتم تحديده من الجامعة، مثله مثل اي تخصص، باعطاء مواد لفرع عمل معين ومجال معين لانه يكون عليه عندها اخذ مواد في تفريع معين. والذي يمكن حالياان يكون اغذية او تغذية فقط

شركات الخدمات المساندة

للاسف انه في وزارة الصحة التي تقوم بعمل عطائات لبعض فرص العمل تحت اسم شركات الخدمات المسانده او من هذا القبيل، اضافة عمل اخصائي التغذية الى جانب عمال النظافة والدراي كلين (شركات الخدمات المساندة لمن لا يعرف تأخذ بعطائات خدمات تقديم الطعام والتنظيف والكوي والمصبغة في المستشفيات الحكومية برواتب معينه لهم، ثم ياتون الى العمال ويعطوهم الحد الادنى للاجور جميعا بمن فيهم من لديه خبرة او شهادة، وقد تعاملت مع بعضهم الذي وصلت بهم الامور الى اعتبار اي خبرة خارج شركتهم لا قيمة لها، وبلغت بهم المستويات ان يقومو بخصم بدل تأمينات الضمان والتأمين الصحي دون عمل اشتراك بها، ثم وصلت بهم السخافة الى عدم اعطاء شهادة خبرة خوفا من مطالبتهم بالضمان وغير من التأمينات التي تهربو منها...). والمفروض بالوزارة ان تعمل على اعادة توظيف الاخصائي ضمن كادر التوظيف العادي في المستشفى  لما يلاقيه من مصاعب بعمله بالشركات والتي لا مجال لذكرها الان

بالنسبة لمراكز التغذية والعمل بها، فنحن الشباب نواجه الكثير من الصعوبات منها تدني الرواتب ، فاعلى راتب يكون بعد الخبرة بسنوات 300-400دينار ، هذا اذا وجدنا  الفرصة، حيث الكثير الكثير من المراكز التي تعمل بالتغذية والحميات الغذائية تفضل توظيف الاناث بدلا من الذكور لاسباب كثيرة ، منها تفضيل المراجعين والذين غالبا هم من الاناث ايضا وجود اخصائيات ، واسباب اخرى، ان الفتاة تقبل باي راتب، لانها ليست كالشاب الذي يريد ان يبني مستقبله من هذا العمل.

ومن المشاكل التي تصيب الاخصائيين عدم الاكتراث الى اي خبرة من صاحب العمل او المركز، وهذا الاسلوب استراتيجية عامة لدى كافة القطاعات لتقليل الراتب او للتضييق على الاخصائي القادم. كما اننا نحن الذي نسكن في اربد نجد من المراكز في عمان وهي كثيرة، بعض الاجحاف مثل التقليل من الراتب او التصعيب عليه في الدوام، مما يطرنا الى التوجه الى مجالات اخرى

كنت اعمل في الامارات وقد لاحظت الاحترام الكبير لاخصائي التغذية وعمله ومخاطبته باحترام لا متناهي وإطلاق لقب دكتورعليه في كل وقت، بعكس الوضع بالاردن، ومن لا يعرف فان شركات الخدمات لمساندة تتعامل كما اسلفت مع الاخصائي والذي غالبا هو الشخص الوحيد لديه شهاده جامعية، تعامله باجحاف وكل الهدف الوصول معه الى ادنى راتب واكثر اوقات دوام، مع خصم الضمان الاجتماعي ثم عدم تسجيله، وهذا ما حدث معي في احد المستشفيات بالمفرق سابقا، وما اخبرني به اكثر من فتاة وشاب في بعض المستشفيات اللواتي يعملن ضمن شركة الخدمات المساندة

انشاء عيادة تغذية

يوجد في الاردن عدد ليس بقليل من عيادات التغذية، والتي يصل عددها في عمان حسب احصائية تقريبية 50 مركز وعيادة او اكثر قليلا، وفي اربد اقل من عشرة عيادات خاصة او تتبع فروعها في عمان، وفي الزرقاء والعقبة ايضا هناك عدد لا يزيد عن عدة عيادات. وهناك عيادات تغذوية تتبع للصالات الرياضية او العيادات الطبية

احد الامور التي يعاني منها اخصائيي التغذية عند يفكرون بتأسيس عيادة تغذية هي بعض شروط  وزارة الصحة واهمها ( خبرة خمس سنوات على الاقل بعد الحصول على الشهادة الجامعية "بكالوريوس")، وهي من اصعب الشروط فالبعض يقرر عمل عيادة خاصة بسبب عدم وجود عمل اصلا بعد اكتسابه الخبرة ، اما مدة الخمس سنوات ، فمن اين بها، فهو لا يجد عملا اصلا، علما ان الكثير من المستشفيات او شركات الخدمات المساندة لا تعطي شهادة خبرة مطلقا، لاسباب كثيرة.

الرواتب

يعاني التغذويين سواء في قطاع الاغذية اوالتغذية من انخفاض الرواتب حيث ان اقصى راتب يصل اليه في المصانع 300 دينار مع الوعود برفعه دون تنفيذ غالبا، اما عيادات التغذية فالرواتب تباين بين 300 الى 400 دينار وهي غير كافية نسبيا لاي بداية خاصة الشباب، اما الشركات المساندة في المستشفيات فلا يتجاوز الراتب 250 دينار بأي حال من الاحوال 


الجمعيات التغذوية والنقابة

ان خريجي التغذية من كلية الزراعة فقط هم من يمكنهم الانتساب لنقابة المهندسين الزراعيين، وذلك بحسب نظام النقابة، مما يحرم العديد من طلبة التغذية في الجامعة الهاشمية من الانتساب لها او جامعة البترا او غيرها، ويحرم النقابة من اشتراكاتهم ايضا

عام 2010 تم تاسيس جمعية الغذاء والتغذية الاردنية ( صفحة الجمعية على الفيس بوك  ,والتي من اهدافها رعاية مهنة التغذية والعاملين عليها، و رفع مستوى أخصائي التغذية في الاردن ونشر الوعي التغذوي في المجتمع 

وفي عام 2016 تم تأسيس جمعية أخصائيي التغذية الاردنية ، والتي من اهدافها السعي الى تعديل التشريع القانوني لأخصائيي التغذية،  وايضا الارتقاء بدور اخصائي التغذية في المجال الطبي واعطائه دوره في الفريق الطبي، وعمل شراكات مع جمعيات ومنظمات التغذية العالمية، والمشاركة في المؤتمرات الطبية والتغذوية، ويشرف عليها عدد من اخصائيي التغذية الاردنيين المعروفين وذوي الخبرة في المجال العملي بالتغذية والاكاديمية من المدرسيين في الجامعات وغيرهم

خلاصة الموضوع ان اخصائيي التغذية يعانون بصمت 

م ز  ناجح ناجي حسن