واقع وظيفة اخصائي التغذية في الاردن

يعد اخصائي التغذية او مهندس التغذية من التخصصات المنتشرة والمشهوره بالاردن، حيث ان الاخصائيين الاردنيين مشهورون ومعروفون بشكل كبير، لكن هناك الجانب الاخر من الموضوع، وهو سوء اوضاع اخصائيي التغذية العملية  والمالية .

بداية ان اخصائي التغذية في بعض الجامعات تتبع لكلية الرزاعة مثل جامعة العلوم والتكنولوجيا، بينما تتبع للعلوم الطبية في جامعات اخرى مثل الجامعة الهاشمية، ويتبع لنقابة المهندسين الزراعيين علما انه ليس لنا اتصال بالزراعة اصلا ، ما عدا امر واحد وهو وجود تشعب بالتخصص مثل "التغذية وتكنولوجيا الغذاء " في جامعة التكنو، والرابط العجيب لا زال مجهولا لدي لليوم، وقد يكون ذلك الرابط العجيب ان الاغذية التي قد يعمل بمصانعها يتم رزاعتها فقط لا غير، علما ان العمل في مصانع الاغذية له اتصال بسييط بالزراعة او الغذاء او التغذية، لان 90% من عمل الاخصائي او المهندس هو مراقبة العمال (مع استثناء للعاملين بالمختبرات)

وعند التخرج والبحث عن العمل فان كثرة مجالات العمل تجعلنا مشتتين، فهل نعمل في المصانع ام نبحث بالرقابة الغذائية والرقابة الصحية ام نتوجه الى مركز تغذية للحميات الغذائية وتخفيف الوزن (والذي يعاني الشباب امثالي في العمل به لاسباب ساذكرها)، ام يتوجه الى المنظمات الدولية التي لها علاقة بالغذاء، ام بالمطاعم والفنادق  ام لوزارة الصحة ودوائرها ام لوزارة الزراعة ودوائرها ام شركات الخدمات المساندة الدنيئة التعامل ... الخ. هذا التشتيت والذي يفترض ان يتم تحديده من الجامعة، مثله مثل اي تخصص، باعطاء مواد لفرع عمل معين ومجال معين لانه يسكون عليه ان نأخذ مواد في تفريع معين.

شركات الخدمات المساندة

للاسف انه في وزارة الصحة التي تقوم بعمل عطائات لبعض فرص العمل تحت اسم شركات الخدمات المسانده او من هذا القبيل، اضافت عمل اخصائي التغذية الى جانب عمال النظافة والدراي كلين (شركات الخدمات المساندة لمن لا يعرف تأخذ بعطائات خدمات تقديم الطعام والتنظيف والكوي والمصبغة في المستشفيات الحكومية برواتب معينه لهم، ثم ياتون الى العمال ويعطوهم الحد الادنى للاجور جميعا بمن فيهم من لديه خرة او شهادة، وقد تعاملت مع بعضهم الذي وصلت بهم الوقاحة الى اعتبار اي خبرة خارج شركتهم لا قيمة لها، وبلغت بهم الدنائة ان يقومو بخصم بدل تأمينات الضمان والتأمين الصحي دون عمل اي اشتراك بها، ثم وصلت بهم السخافة الى عدم اعطائ شهادة خبرة خوفا من مطالبتهم بالضمان وغير من التأمينات التي سرقوها...). والمفروض بالوزارة ان تعمل على اعادة توظيف الاخصائي ضمن كادر التوظيف العادي لما يلاقيه من مصاعب بعمله بالشركات ولاتي لا مجال لذكرها الان

بالنسبة لمراكز التغذية والعمل بها، فنحن الشباب نواجه الكثير من الصعوبات منها تدني الرواتب ، فاعلى راتب يكون بعد الخبرة بسنوات 300-400دينار ، هذا اذا وجدنا  الفرصة، حيث الكثير الكثير من المراكز التي تعمل بالتغذية والحميات الغذائية تفضل توظيف الاناث بدلا من الذكور لاسباب كثيرة ، منها تفضيل المراجعين والذين غالبا هم من الاناث ايضا وجود اخصائيات ، واسباب اخرى، ان الفتاة تقبل باي راتب، لانها ليست كالشاب الذي يريد ان يبني مستقبله من هذا العمل.

ومن المشاكل التي تصيب الاخصائيين عدم الاكتراث الى اي خبرة من صاحب العمل او المركز، وهذا الاسلوب استراتيجية عامة لدى كافة القطاعات لتقليل الراتب او للتضييق على الاخصائي القادم. كما اننا نحن الذي نسكن في اربد نجد من المراكز في عمان وهي كثيرة، بعض الاجحاف مثل التقليل من الراتب او التصعيب عليه في الدوام، مما يطرنا الى التوجه الى مجالات اخرى

كنت اعمل في الامارات وقد لاحظت الاحترام الكبير لاخصائي التغذية وعمله ومخاطبته باحترام لا متناهي وإطلاق لقب دكتورعليه في كل وقت، بعكس الوضع بالاردن، ومن لا يعرف فان شركات الخدمات لمساندة تتعامل كما اسلفت مع الاخصائي والذي غالبا هو الشخص الوحيد لديه شهاده، تعامله باجحاف وكل الهدف الوصول معه الى ادنى راتب واكثر اوقات دوام، مع خصم الضمان الاجتماعي ثم عدم تسجيله، وهذا ما حدث معي في احد المستشفيات بالمفرق سابقا، وما اخبرني به اكثر من فتاة في بعض المستشفيات التي يعمل ضمن شركة الخدمات المساندة


 مؤخرا بعد عودتي من الامارات من العمل بالتغذيه هناك، سمعت عن تأسيس جمعية لاخصائيي التغذية الاردنيين، بادارة الاستاذة فاديا عيد ( صفحة الجمعية على الفيس بوك والتي ندعو الله لها  تعالى ان تساهم في تحسين نمط عمل ومجال عمل التغذية في الاردن، وايصال صوت الاخاصئيين الذين يعانون بصمت او الاخصائيين الذي يحاولون ايضا ايصال صوتهم


هذه الكلمات هي خاطرة سريعه نسال الله ان  تصل الى اسماع المسؤولين او القائمين على الامر

م ز ناجح ناجي حسن

Comments