تطوير البلدات والقرى في المناطق البعيدة عن التجمعات المدنية

تنتشر القرى بعدد كبير في المناطق العربية بكافة الاصقاع ،  والتي لا يوجد بها الكثير من الخدمات التي  يحتاجها سكانها بالشكل المطلوب، ولذلك يكون الاعتماد لتلك المناطق على ما يتم عمله بين فينة واخرى من الحكومات او ما يتم من القطاع الخاص بان يقومو ببعض الاستثمارات التي تجلب العمل للبعض من ابناء تلك القرى.

مما تتصف به القرى والمناطق في الدول العربية اتنشار الفقروالبطاله وقله التعليم او تدني مستواه، وغياب الاهتمام بالمواهب مما يجعل تلك المواهب تحاول السفر او الانتقال الى المدن، مثل المواهب الرياضية او العلمية او الادبية او المتمييزين بالمجالات المختلفة.

بشكل عام كل قرية تحتاج لامور كثيرة منها ما  يعتمد على الحكومات والبلديات، ومنها ما يعتمد على ابناء تلك البلدات والقرى والذي لا يتم الا بتعاون بين ابناء المناطق وتكاتفهم، وذلك بسبب الاهمال ادائم للمسؤولين لكل متطلبات القرى النائية الا القليل القليل منها.

نذكر بعض الامور التي يجب ان يتم النظر اليها، والقيام بالتعاون لجلب تلك الخدمات منها

1- الطرق التي تصل الى البلدة حيث يجب المطالبه بان تكون جيدة وسالكة خاليه من المطبات والتكسرات، وللاسف معظم الطرق حاليا تتم عن طريق المقاولين الذين يغشون دوما لتجد انه بعد اول شتاء تظهر العيوب والتشققات .. ولا حياه ولا مطالبه ولا مسائله،،، ولا حياة لمن تنادي

2- نادي رياضي، وهو من اهم الامورالتي يجب انشائها لاي قريه بحيث يتم ايصال اي متميز لجهه تساعده اذا لم يكن نادي تلك البلدة يستطيع ايجاد دعم للمتميزين. ومن السلبيات التي يقم بها القائمون على اي نادي التوجه لكرة القدم كبداية، علما ان كرة القدم من الرياضات المكلفة ماديا والتي تحتاج الى سنوات طويلة للحصول على نتائج، ويتم الابتعاد عن الرياضيات الفردية او الرياضات التي لا تحتاج الى تكاليف عالية، وايضا يتم النظر الى النادي وكأنه للرياضة بالرغم من تسميته دوما ب "رياضي اجتماعي ثقافي"، فلا اهتمام بالثقافة التي هي مهمة مثلها مثل الرياضة، والشيء الاخير ان النزاع  على رئاسة النادي ممن يحبون المناصب والتسميات الرنانة اكثر من الاهتمام بما سيتم تقديمه للنادي، بل ويصل الامر الى الكسب المادي لثله محددة هي احد اسباب تاسيس النادي. للاسف في منطقتي تم ايقاف تأسيس نادي للبلدة بعد اتمام الاجرائات، وجمع الشهادات الجامعية بالعدد المقرر، بسبب النزاع بين عدة اشخاص من غير الجامعيين على رئاسة النادي ودخول العشائرية والعنصريه وغيرها من الامور التي لا ارغب بذكرها.

3- ان تدني مستوى التعليم في المدارس في اي بلدة لا يقع على عاتق المعلمين او المعلمات، (وللعلم فان تدني مستوى التعليم للطلاب الذين هم مستقبل اي بلدة يعني القضاء على تلك البلدة بخروج شخص متميز منها)، بل وعلى عاتق الاسرة ايضا، فالاب الذي يهجم ليضرب معلم  او يشتكي عليه لانه يعلم ابنه ويريد تربيته الذي اخطأ بطريقة تربية ابنه، فهو يهدم ابنه بدون ان يعلم. اما الظاهر التي بدات تنتشر بالاعتداء على المعلمين فهي يجب القضاء عليها، لان المعلم اساس كل تطور وتنمية، لذلك فان مجلس الاباء في مدارس الذكور ومجالس الامهات في مدارس الاناث يجبد ان يتم تفعيله بشكل دوري وليس بشكل شبه معدوم كالذي نراه بانهم يجتمعون مره او  مرتين بالسنه، كما ان ظاهرة الاعتماد على الغش يجب القضاء عليها حتى لا تبقى الاجيال تحمل شهادات بلا علم، فكثير من المعلمين او الاطباء او المهندسين او او او لا يعرفون شيء بشهاداتهم الا اسمها.

4- ان البطاله (والتي هي احد اسباب الفقر غالبا)تنتشر بشكل عام بكل مكان لكنها تتزايد في المناطق والقرى لاسباب عديدة، لذلك فان معالجتها اولوية مثل اولوية معالجه التعليم، والتي تحتاج للكثير من العمل ، وهذا العمل اشكاله كثير ومتنوعة ولا يمكن معالجته الا بالتعاون الكامل، فمثلا ان اجتماع وجهاء بلدة ما واخذ اسماء معينه لاشخاص يعولون اسر او لا يجدون اي عمل وفقراء، ومن ثم ايصالها الى جهة توظيف او عمل سواء الاجهزة الامنية او العسكرية او الخاصة او الحكومية، قد تساعد على حل مشاكل كثيرة لاسر كثيرة، او ان يتم مساعدة اشخاص بشكل فردي في ايصالهم لاخذ قروض دون فائدة وعمل مصالح خاصة لهم ايضا من الاساليب التي يمكن اتباعها، الى اخره من اساليب ايجاد عمل للاشخاص سواء متعلمين او غيرهم علما ان افضل اسلوب متبع بالعالم حاليا هو تعلم المهن الحرفية، وللاسف ان الغرور العربي الذي يبعد الكثير من تعلم مهنه الى دراسه جامعية قد لا يجد بها عمل لسنوات طويلة، فقط ليكون دارسا مثل غيره او مثل قريبه يحتاج الى حل. علما انني احد الذين درسو ولم يستفيدو من دراستهم 

5- الفقر، احد ابرز مشاكل العالم، ونحن من هذا العالم، لكن طرق القضاء على الفقر المؤقته لا تنفع ابدا، والافضل حلها من جذرها، ومن اهمها ايجاد عمل للفقراء او المساعدة على تعليمهم حرفة  لتكون مصدر رزق لهم. للاسف الحل الوحيد لدى الحكومات بتوجيه الفقراء لاخذ مبلغ زهيد من التنمية الاجتماعية وذلك المبلغ قد لا يستمر بايدى الناس لساعات. هناك سبب من اسباب الفقر والذي يقع على عاتق من لا يخرجون زكاتهم كل عام، او لم يخرجوها اصلا، وهناك سبب اخر وهو عدم القناعة من الناس والتي تدفع من لديه المال والعمل  وغير محتاج ان يذهب لاخذ صدقات او مساعدات من الجهات التي تساعد الفقرء على اساس ان فقير، (وهؤلاء الذين شعارهم اكسب من الحكومة، وانا ومن خلفي الطوفان الى اخره من الشعارات الميكافيلية ).
من الطرق لتقليل الفقر هو ان تتعاون الجمعيات الخيرية فيما بينها، والتي تنتشر في المناطق والبلدات  والقرى بشكل كبير،  بحيث يتم عمل قاعدة بيانات بسيطة، و يكون توزيع السماعدات بشكل غير متكرر لعائلات على حساب عائلات اخرى

5- ان التعاون بين ابناء اي قرية وبلدة هو السبيل الى حل اي امر بعد التوكل على الله، نعتقد ان القيام بعمل اجتماع دوري كل شهر بين ابناء كل بلدة بحيث يشمل، الوجهاء وممثلي عشائرها، وخطباء المساجد والمتعلمين والاطباء والمهندسين ومسؤولو البلدية، واصحاب رؤوس الاموال، ومدير ومعلمي المدارس، ويضم ايضا من يمكنه المساعدة بعلاقاته اهل البلدة.
ومن ثم عمل سجل كامل بكل مشكلة في البلدة او خدمة ناقصة كبية كانت ام صغيرة، وترتيبها حسب اولوياتها (فبعض المشاكل يكون حلها معتمدا على حل مشكلة اخرى لانها ناتجه منها بالاصل)، وعمل لجان عمل لحل بعض المشاكل.

في هذه الخاطرة احببنا ان نذكر بعض المشاكل التي تمنع تطور البلدات بشكل سطحين وفي مقالة قادمة ان شا الله ساتحدث بشكل شبه تفصيلي عن كيفية التعاون بين ابناء البلدات بحيث تكون نتائج التعاون اكثر سرعة واكثر انتاجا
والسلام عليكم
م ز ناجح ناجي حسن

Comments