عيد العمال والقطاع الخاص الاردني




(ملاحظة: ليس كل صاحب راس مال مقصود بالكلام ادناه لكن فهناك الشرفاء الذين يخافون الله في حقوق العمال والعاملين، بل نقصد من يقومون بما سنذكره ادناه)

في يوم العمال العالمي ارفع الى كل عامل في الوطن القبعة واهنئهم فردا فردا بيوم العمال والذين هم بحق من يستحقون التحية والتقدير والاحترام وليس اولئك الذين يفترشون المكاتب ويرتدون البدلات الفخمة ويحضرون المؤتمرات وبقصون شريط  الافتتاح ويتبادلون الابتسمات والملاحظات، فكل عامل ارفع قيمة منهم مهما كانوا وفي اي مكان.

في الاردن يعاني العمال  والعاملين من قهر شديد وظلم كبير من القطاع الخاص الاردني الظالم والذي ظن نفسه قطاعا راسمالي وهو بعيد كل البعد عن الرأس ماليه الا ما فيه مصلحة له. وللاسف يدعمهم قانون العمل في الاردن الذي في مظهره هو عادل للطرفين بينا في جوهره هو مع صاحب المال ضد الذين يبنون الوطن من عرقهم وجهدهم مقابل ان يجدوما يسد رمقهم ورمق عوائلهم.

فالقطاع الخاص الاردني دخل الى الرأسمالية لاستفادة منها متهربا بقدر ما يستطيع من حقوق العامل بدهاء ومكر، مع المحافظة على عنجهية صاحب راس المال الذي يظن انه اله وان من يعمل لديه هو عبدٌ عنده. واتقن القطاع الخاص الاردني اساليب مص دم العمال بكافة الاساليب الوقحة والحقيرة معتمدا على عدة نصوص من قانون العمل الاردني وعلى جهل العامل بحقوقه وعلى العادات التي يتم استخدامها كتهديد العامل او تخجيله او مماطلته بحقوقه وغيرها، وايضا بالدعم الذي يأتيه من علاقاته مع المسؤولين واخيرا نسيان مخافه الله التي هي اهم شيء، وإن كانو يذكرون الله ومخافته دوماً علما ان ذلك في اغلب الاحيان كلام لا اكثر.


فأول الامور التي تقض مضجع العامل هي عدم وجود الامان الوظيفي متذرعين بالقانون بعدة مواد منه، ثم عملية التطفيش الممنهج الذي يتم استخدام احقرالاساليب بها لمن لا يقبل بالظلم او لا يسكت على حقه او حتى من يعرف حقوقه، ثم الرواتب المتدنية التي يمنون على الموظفين بها والتي هي لا تكفي لابسط احتياجات الحياة، والتأخير بتسليمها شهريا لاسباب  واهية بهدف الإخضاع للموظفين و"قرص اذنهم" كما تتهامس الادارات فيما بينها. ثم تمسكهم بالحد الادنى للاجور الذي تدعمهم به القوانين دون فهم ماذا يعني هذا المصطلح، فالرواتب كلها متدنية ولا ياخذون بالخبرة او الشهادات ن وللاسف القانون والحكومات تدعمهم بهذا، وقد يكون الحد الادنى للاجور في الاردن هو الشيء الوحيد الذي يتم تطبيقه بشكل كامل من اصحاب راس المال.

ثم يأتي العمل الاضافي  الاجباري (والمفروض انه اختياري)،  وبحيث لا يتم قبول اي موظف الى اذا وافق على ان يوقع على العمل الاضافي مجبرا او لا يقبلون بان يعمل  مطلقا، وقد كنت في مقابلة قبل فترة في ماركا الشمالية في مصنع للايس كريم، فلم يتحدث ذلك المدير عن العمل بقدر حديثه عن العمل الاضافي، حيث ان العمل 12 ساعة وان الدوام لا عطله به وان العطلةالاسبوعية قد (وقد كرر كلمة قد عدة مرات)، وانه يتم اعطائ الموظف يوم بالشهر عطلة والباقي اضافي اجباري، ثم اتى الى الراتب ويفتخر بانه 220 دينا ر للعامل او 350 دينار للجامعي. هذا مثال لوقاحة اصحاب المال وعهرهم العلني ودنائتهم من امثله كثيرة، وغالبا ما يستغلون المحتاجين للعمل لارغامهم على الشروط التي يقررونها ... الخ.



وحين يتم الحديث بالحكومة والمعنيين عن رفع الحد الادنى للاجور، بيدأون بالصراخ والتأوه كالعاهرات، والتهديد بفصل الموظفين وباي مستوى كانوا وابرز اولئك المدارس الخاصة التي اصبح عملها مص دم اولياء امر الطلبة باقل الرواتب للمعلمين (فهل يعقل ان يكون راتب المعلم في مدرسة خاصة 190 دينا رمثل راتب عامل النظافة وبسبب الفقر والحاجة للعمل يوافق المعلم على ذلك)،  او شركات الخدمات المساندة في المستشفيات الحكومية والتي عملت في بعضها ورايت هول ما يفعلون بالموظفين.

ثم المخالفات الصريحة، بما يسمى العقود المؤقته والتي يتم استخدامها وتجديدها للتهرب من شهادة الخبرة والتأمين الصحي والضمان الاجتماعي والمواصلات ، او بالغاء راتب الثالث عشر والرابع عشر (والمتعارف عليه في القطاع الخاص العالمي كله)،  واذكر اخيرا الخصومات على الموظفين التي تأتي بالاسبوع الاخير من الشهر ليس لشيء سوى لمص دم الموظفين.

كل ذلك بسبب امر واحد وهو "نسيان مخافة الله " ونسيان ان حق العبد سياخذه يوم القيامة . لقد اصبح صاحب رأس المال كالغول او كالجاموس الذي ظن انه بقوته لا احد يردعه، لقد نزلزالى مستوى تفكير الحيوانات التي هي ارقى من بعضهم احيانا.

Comments