مراجعة أخصائي التغذية، بين الترف والضرورة
هناك الكثير من الملاحظات التي تاتي من المراجعين عند مراجعة أخصائي التغذية، بين الضرورة
والترف، أو هل يمكن الاستغناء عنه الى البديل الالكتروني أو أن مهتمة فقط هي الجداول ونزول الوزن أو زيادنه فقط... الخ، نحاول في هذا المقال أن نبين لكم بعض تلك الملاحظات
يعد مجال التغذية والصحة التغذوية حاليا من المجالات
التي لها قطاع عمل وشريحة واسعة في الاردن، حيث أن انشاء عيادة تغذية يحتاج على
ترخيص رسمي كمان أن الخبرة مطلوبة بشكل أساسي لذلك، وتكمن أهمية أخصائي التغذية
بأنه الشخص الوحيد الذي يمكنه ان يقدم المعلومة الصحيحة والحمية الصحيحة لكل شخص
بحيث تناسب جسمة وعمره وحالته الصحية.
لكن بعض الاشخاص ولأسباب كثيرة ومتعددة لا مجال لذكرها
أو حصرها بعضها منطقية وبعضها الاخر كلام لا أكثر، يهاجمون مهنة أخصائي التغذية أو يقللون من أهمية مراجعته بطرق كثيرة، أو يعتبرونها ترفاً لا أهمية له، محصوراً بالاشخاص الاغنياء، أو
الطبقات الراقية أو البدينين أو المرضى بالسكري و الضغط أو بمن يهتمون بأنواع
البرستيج الاجتماعي والذي يندرج تحته رشاقة الجسم.
أحد اكثر الامور شيوعا التي يتم الحديث فيها عن مراجعة عيادة التغذية أنها ترف وكماليات لا أهمية لها وإهدار للمال أو اضاعة للوقت. أن
مراجعة اخصائي التغذية أمر في غاية الاهمية من منطلق ان الوقاية والرعاية
الاستباقية خير من قناطير (وليس قنطار واحد) من العلاج بعد الاصابة بالمرض لا قدر الله، حيث
أن النظام الغذائي احياناً يوازي العلاج
الدوائي في عديد من الحالات المرضية، فلا يمكن أن يكون بأي حال من الاحوال العلاج الطبي
معزولاً عن العلاج الغذائي، فالجميع يأكل ولكن ليس الجميع يذهب إلى الطبيب بإذن
الله.
يقول البعض بأنه بإمكانه الرجوع لمئات المواقع على
الانترنت مجاناُ وبدون انتظار للموعد، وبدون عناء الذهاب للعيادة أصلا. أن البرامج
الموجودة على الانترنت بالتأكيد كتبها تغذويين (واحيانا يتم نقلها من الكتب حرفيا)،
ولكن ليست كل البرامج مناسبة لأي شخص، فمن يتبع برنامج غذائي بناء على مقالة أو
برنامج جربه أحدهم، سيحصد الندم لاحقا بسببب النتائج التي سيلقاها، ولو افترضنا أن
البرنامج نجح في أول اسبوع أو عشرة ايام، فما التالي الذي يجب عمله، وما الجدول
الذي سنتبعه أو النظام لاحقاً.
يظن البعض أن نزوله على برنامج غذائي لمدة اسبوع
(اربعة كيلوغرام مثلا)، يعني أنه إذا طَبق نفس البرنامج أسبوعا آخر فسوف يفقد ثلاث أو اربعة كيلوغرام أخرى. هذا خطأ لان جسم
الانسان ليس آلة أو ما شابه بل هناك عمليات أيض وعمليات حيوية وكيميائية معقدة في
الجسم، فالجسم مثلا بعد نزوله شيئا من الوزن، يحتاج إلى برامج مختلفة عن البرنامج
الاول لاسباب كثيرة، ابسطها أن الجسم اعتاد على الغذاء ونمطه ويحتاج الى تغييره
بشكل معين، وهذا الامر لا يستطيع تحديدة بشكل صحيح إلا أخصائي التغذية.
يقول البعض أن متابعة الفيديو عبر الانترنت
والحلقات التي تتحدث عن التغذية والحميات
ومتابعتها تُغني عن الذهاب إلى الأخصائيين لنفس الاسباب (هدر المال وعناء الطريق
وانتظار الموعد). أن اخصائي التغذية الذي يعطي معلومات تلفزيونية أو اذاعية، (ومن
المفيد والمهم متابعتها والاستفادة منها)، يعطيها للثقافة العامة والتوعية وتلك المعلومات تكون عامة لجميع من
تنطبق عليهم الحالة التي يتحدث عنها (مثلا الحامل، المرضع، سمنة الاطفال، السكري
بالمراحل الاولى... الخ)، لكن كل شخص يكون له ظروفه الخاصة، فالامراض التي يعاني
منها الشخص وعمره وطوله ووزنه ونسبة الدهون لديه ووضعه المادي والاجتماعي ومقدار
نشاطه وغيرها الكثير يختلف من شخص إلى آخر.
مثلا لموضوع تنزيل وزن لعمر الشباب، (مثال) شابين بنفس
السنة الجامعية والعمر والطول، ولكن احدهم
لديه نسبة دهون عاليه ووزن مرتفع وحركته قليلة
بسبب استخدامه لسيارة دائما وقلة نشاطة البدني والرياضي، والاخر لديه وزن متوسط
ودهون أقل من صديقه وحركة دائمة لاستخدامه المواصلات العادية ومشاركته في لعبة رياضية
ذات جهد جسدي متوسط او جهد ذهني كالشطرنج. هاتان الحالتان لا يمكن أن يتم اعطائهما
تعلميات متشابهة أو جداول متشابهة، بينما في حال اتباع تعليمات حلقة فيديو عن
تنزيل الوزن للشباب فسيتبعان شيء متشابه وبالتالي نتائج غير سليمة، وكذلك الامر
بالنسبة لتغذية سكري الحمل أو لمصاب بالسكري أو الضغط ... الخ.
يقول البعض أن مراجعة عيادة التغذية إهدار للمال، وأن
هذا المال يمكن أن يتم انفاقه على الاكل والشرب والادوية والادوات الرياضية او على
شيء ملموس. إن اخصائي التغذية يتقاضى مبلغ عن الجلسات الفردية لمرة واحدة، أو
اشتراك لمدة شهر، شهرين، ثلاثة أشهر، اربعة اشهر، ستة أشهر، ولو قمنا بحساب ذلك الانفاق
كاملا على اساس عام كامل فرضاً، فلسوف يكون نسبة بسيطة من تكاليف مراجعة طبيب خاص
سواء للسكري أو الضغط أو المفاصل او الروماتيزم أو سكري الحمل أو البدانة، ... الخ،
وكلنا يعرف كم تكلفة كل مراجعة لطبيب خاص، والكل حاليا حتى لو ذهب إلى طبيب في مستشفى حكومي،
فإنه ولأسباب كثيرة غالباً ما يزور طبيب خاص ايضاً. لكن وكما قلنا سابقا فإن الحمية
الغذائية هي درهم وقاية وإستباق لعدم الوصول إلى المرض المزمن بإذن الله.
قد يقول البعض، وخاصة من اوزانهم قريبة من الوزن المناسب، أن
الارشادات كافية لاتباعها لنزول الوزن، ولا حاجة لسماعها من الاخصائي او أن الشخص قادر
على إدارة الحمية لحده. أن اخصائي التغذية ليس فقط شخص يفحص المراجع على
جهاز لتحليل الجسم ويعطيه جدول ليذهب للالتزام به ثم يعود في الاسبوع التالي، بل يساعدك ايضا على الإلتزام بالجداول وتطبيقها بشكل مريح وليس كأنها عذاب أو سجن (بحَسَب
تعبير بعض المراجعين)، وأيضا هناك من يعانون من "ضغط وإجهاد نفسي بسيط"،
وخاصة الفتيات اللواتي يرغبن بالتخلص من البدانة، أو الاطفال الصغارالذين يتعرضون للسخرية
من اقرانهم بالفاظ كثيرة.
عندها فإن أخصائي التغذية يستطيع أن يعالج ذلك الأمر بإعادة الثقة بالنفس للمراجع وتعليمه الطرق المناسبة لتجاوز ذلك، أو الاسلوب المناسب لتجاوز حالات السخرية أو "المزاح الثقيل" إذا جاز التعبير أو الإحباط القادم ممن حوله، وهذا الامر لا يستطيع توفيره له حتى أهله غالبا. وأيضا في نفس المجال، كل اخصائي تغذية لديه مهمة التحفيز، فالمراجع الذي يستطيع خسارة جزء من وزنه، يحتاج إلى تحفيز من الغير وكلمات تشجيع (طبعا التحفيز الذاتي مهم أيضا) بحيث يساعده على المتابعة بسرور وفرح وسعادة، وكل شخص قد عانى في هذا الامر في مجال ما، ويعرف ما أهمية التحفيز وفوائده. وتختلف أساليب التحفيز من شخص لآخر، فحتى من لا يلتزم يتم تحفيزه ليعود إلى المتابعة، بأساليب متنوعه تعتمد على عوامل كثيرة، فتحفيز الطفل يختلف عن تحفيز الرجل عن السيدة عن الفتاة، وتحفيز الشخص الإيجابي يختلف عن الشخص السلبي أو المصاب بالإحباط او الخائف أو المتردد أو المتنمر او العصبي أو الهادئ، وتحفيز المريض يختلف عن المعافى من المرض، عن الرياضي. كل ذلك وأكثر يقوم به الاخصائي.
عندها فإن أخصائي التغذية يستطيع أن يعالج ذلك الأمر بإعادة الثقة بالنفس للمراجع وتعليمه الطرق المناسبة لتجاوز ذلك، أو الاسلوب المناسب لتجاوز حالات السخرية أو "المزاح الثقيل" إذا جاز التعبير أو الإحباط القادم ممن حوله، وهذا الامر لا يستطيع توفيره له حتى أهله غالبا. وأيضا في نفس المجال، كل اخصائي تغذية لديه مهمة التحفيز، فالمراجع الذي يستطيع خسارة جزء من وزنه، يحتاج إلى تحفيز من الغير وكلمات تشجيع (طبعا التحفيز الذاتي مهم أيضا) بحيث يساعده على المتابعة بسرور وفرح وسعادة، وكل شخص قد عانى في هذا الامر في مجال ما، ويعرف ما أهمية التحفيز وفوائده. وتختلف أساليب التحفيز من شخص لآخر، فحتى من لا يلتزم يتم تحفيزه ليعود إلى المتابعة، بأساليب متنوعه تعتمد على عوامل كثيرة، فتحفيز الطفل يختلف عن تحفيز الرجل عن السيدة عن الفتاة، وتحفيز الشخص الإيجابي يختلف عن الشخص السلبي أو المصاب بالإحباط او الخائف أو المتردد أو المتنمر او العصبي أو الهادئ، وتحفيز المريض يختلف عن المعافى من المرض، عن الرياضي. كل ذلك وأكثر يقوم به الاخصائي.
يشكو البعض من طول الانتظارفي العيادة بسبب طول فترة
جلوس المراجع عند الأخصائي. ولكن الانتظار في عيادة التغذية وأنت تستطيع المشي
والذهاب لوحدك وبصحتك ودون مراجعة الاطباء، وتأخذ جدولا به غذاء أو منتج معين يكون بعض الفيتامينات او المعادن، أفضل
بكثير من أن تكون مريضا وتذهب لعيادة طبيب في مستشفى أو عياده طبية، لتنتظر الطبيب
أكثر من انتظارك في عيادة تغذية لتأخذ أوراق فيها العديد من الفحوص والتحاليل أو
العديد من الأدوية التي تتناولها رغما عنك، وعندها ايضا سيقول لك ذلك الطبيب، "تناول
طعام معين وابتعد عن اشياء معينه"، وغالبا ما سيكون ذلك الطعام هو الطعام الذي كان
في الجدول الغذائي الذي كان سيعطيك إياه اخصائي التغذية، والكثير الكثير من
المراجعين يأتون إلى عيادات التغذية بعد أن تعبوا وملوا من المستشفيات والاطباء
والادوية.
يقول البعض، أنه
بسبب العامل الوراثي فانه سيصاب بمرض ما، اشهرها مرض السكري ومرض الضغط،
وأن مراجعته لعيادة التغذية لن تفيده، أو لن تفيده كثيرا. إن المرض الوراثي قادم
لا محاله (وكل ذلك بإذن الله). لكن، إن اتباع حمية غذائية بشكل مبكر يقلل أو يؤخر الاعراض
للمرض. مثلا، بدلا من ظهور اعراض مرض الضغط في الثلاثين من العمر والبدء بتناول
الادوية، ومراجعه عيادة تغذية مع التعب والارهاق من المرض، فالافضل اتباع حمية
غذائية مبكراً، فتظهر الاعراض مثلا في الاربعين أو في الخامسة والاربعين، مع
الاعتياد على الحمية الغذائية والطعام الصحيح مبكراً ايضاً، وبالتالي تكون قد عشت
سنوات من العمر بصحة وسلامة أكثرمما لو لم تذهب إلى عيادة تغذية، وكل ذلك بامر
الله.
نأمل أن نكون قد وضحنا لكم عددا من الاستفسارات التي قد
تكون غائبة عنكم، وقد يكون هناك بعض الاستفسارات الاخرى التي نتمنى ايصالها لنا
لنقوم بالحديث عنها ايضا.
مع الشكر والمحبة ودمتم بصحة عافية
Comments
Post a Comment