الاضرار الاجتماعية للسمنة


اعداد اخصائي التغذية ناجح ناجي حسن
       أخصائية التغذية آيات شطارة


يعاني المجتمع العربي وخاصة الشباب من مشكلة السمنة التي انتقلت الينا لأسباب كثيرة منها العولمة التي نقلت الينا معها مضار كثيرة من الوجبات السريعة التي أدمن عليها الكثيرون، بسبب ما تحتوية من مواد ومنكهات واضافات غذائية اكثرها غير صحية، جعلت الكثيرين ييعتمدون عليها بشكل اساسي وضروري في حياتهم، وبسبب قلة النشاط البدني الذي أتى من ارتفاع مستوى الرفاهية والميل من الافراد الى وسائل التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت موجودة بايدي الجميع بأسعار منخفضة بسبب كثرة الطلب وانفتاح الاسواق بما يعرف بالتجارة الحرة.

فأصبحت النشاطات البدنية والحركية ظاهرة غريبة أو نادرة، بل ويتم تنظيم مسابقات لها لقلتها بين افراد المجتمع ، سواء المشي او الركض، وكل ذلك على حساب الصحة والتي أدت الى أن تصبح السمنة مرض العصر بامتياز. لكن السمنة ليست فقط مرض يسبب الامراض او طريق للاصابة بأمراض اخرى كما يعرف المختصين والمتابعين، بل هي ايضا لها اضرار اجتماعية كثيرة ومتعددة تصل معظم المصابين بها، وتسبب الكثير من المشاكل العائلية والزوجية وبين الاصدقاء وبين الاخوة، وايضا تسبب عقد نفسية احيانا خاصة للفتيات وللأطفال، واكثرها النظرة الى السمين على انه شخص مختلف او يتم السخرية منه.
الكسل وقلة الحركة ومتابعة التلفازواستخدام الاجهزة اللوحية من اسباب السمنة

أيضا اصبح البطن الدهني (او الكرش بالتسمية العامة) وبحكم العادات، وزيادة عدد البدناء، من مظاهر الوجاهة والمشيخة ومن الطرق التي يتم بها إظهار المستوى المادي للشخص، او مستوى المنصب . وبالنسبة للفتيات فإن أغلب الفتيات يرغبن بالوصول لوزن مثالي ومظهر جميل، ولكن وبسبب مظاهر الحياة التي تم ذكرها ، يجدن من الصعوبة الوصول للوزن المناسب، مما يدفعهن للقيام بعمليات للمعدة او الحميات الغذائية او تناول بعض المكملات الغذائية أو اتباع حميات غذائية او تقيؤ الطعام بعد تناوله ...الخ، وهو شيء مجهد ومتعب ويعطي الشخص نوعاً من الإقصاء الذاتي او الاقصاء المجتمعي، وحتى بعد التخلص من الوزن، يبقى الخوف والشعور بعودة الوزن للزيادة هاجس لديهن، ولكن مع ذلك فان الاتزام بالتعليمات والنصائح والارشادات الغذائية التي تضمن بقاء الوزن وشكل الجسم مناسبا، يرونها عبئا ثقيلا لا يطيقونه ولا يرغبن باتباعها، وهنا يكمن الامر الأهم وهو القناعة بالالتزام والمثابرة والتصميم، وهذا الدور الذي يكون مسؤولية الشخص اولا ثم العائلة والمجتمع واخصائيي التغذية ايضا.


المصروف الزائد للاطفال له اضرار كبيرة عليهم
اما الاطفال فالأمر مختلف واكثر صعوبة، لان الطفل يحتاج الى التواصل معه بشكل بسيط يصل الى مستوى تفكيره، وايصال نوعية الضرر الذي سوف يصيبه اليه بشكل مبسط. وللاسف فإن اكبر المضار هي السخرية التي يتلقاها الطفل من اقرانه بالمدرسة او الحي او في البيت من اخوته او اقاربه، وهذه السخرية لن ينساها الطفل ابدا وقد تكون مانعاً له للبدء بتنفيذ التعليمات التي يتلقاها من اهله او ممن يقدمون النصائح التغذوية في المدرسة او المحاضرات التي يتم عملها دوريا، مع انها غير كافية بالنسبة لطلبة المرحلة الابتدائية في الاغلب.

وتقع المسؤولية الاكبر لتحسين وضع سمنة الاطفال على الاهل الذي يكونون السبب عادةً، سواء بمنح الطفل اي شيء يريده ليأكه، خاصة الوجبات السريعة والتوصيل للمنزل عبر الهاتف (delivery)، وبالتالي يكون ذلك الطريق الاول لسمنة الطفل، او اعطاء الطفل مصروف شخصي يزيد عن حاجته، بالتالي يتوجه الى انفاقه كاملا على اغذية غير صحية. كما ان تثقيف الطفل وتوعيته وغرس فكرة تناول الطعام الصحي يحتاج الى تكاتف بين الاهل والمدرسة وتكاتف المجتمع ايضا.
إن الاستراحة المدرسية هي احد الاسباب التي تسبب بدانة الاطفال في المدارس، حيث انها غالبا (وليس دائما) يكون اكثر ما يتم بيعه للاطفال هي وجبات غير صحية او عالية السعرات، سواء الشيبس بأنواعه او الشوكولاته او الحلويات او السندويشات، او السكاكر والتي تحتاج الى عمل كثير لتعديلها وتحسينها، لانه وكما يعرف الجميع المدرسة ليست مكان للتعليم بل اكثر من ذلك بكثير.

بدلا من الجلوس والاستسلام للسمنة يجب ان نبدا بالخطوة الاولى وهي المبادرة للتغيير
ومن المضار الاجتماعية للسمنة ايضا انزواء البدناء الى قلة الحركة والتي هي من اسباب البدانة اصلاً، والتحول الى الخمول والكسل وقلة الحركة، خصوصا مع انتشار وسائل التكنولوجيا بين ايدي الجميع سواء الشباب او الاطفال، مثل الهواتف الذكية او اجهزة لوحية خاصة للاطفال تعليمة او ألعاب، او مشاهدة التلفاز بشكل مستمر ولمدة طويلة، لقضاء الوقت دون اي فائدة او هدف تثقيفي او تعليمي.
وبسبب البدانة نجدهم يبتعدون عن الرياضة الحركية متناسينها بشكل كامل ,او ممارسة طرق قضاء الوقت بالمقاهي والارجيلة و شرب العصائر غيرالصحية، او ممارسة الهوايات التي لا تحتاج لحركة مثل ورق اللعب، كما ان احد المظاهر التي لم تكن في التسعينات لطلبة المدارس والتي اصبحت واقعا، وهي عدم مشي الاطفال صباحا للمدرسة، بل يتم اخذهم بوسيلة نقل من المنزل والعودة بهم على حساب الاهل، لاسباب كثيرة منها أن بعض الاطفال بدأت اوزانهم تزيد مما يزيد لديهم الاحساس بالخمول وبالتالي التغيب عن المدرسة فكان هذا الحل الذي يفاقم مشكلة البدانة أكثر واكثر.

يجب تشجيع الاطفال على الرياضة  بدلا من  والجلوس على الاجهزة اللوحية
نود أن نطرح بعض الارشادات التي قد تساعد على التقليل من أثر البدانة على اصحابها، وهي ارشادات عامة نطمح كاخصائيين تغذية ان يتم نشرها بين أفراد المجتمع كاملا والمدارس ومنها:

1- ذهاب طلبة المدارس مشيا للمدرسة والعودة مشيا
2- عدم اعطاء الطفل مصروف يزيد عن حاجته
3- محاولة اعطاء الطفل سندويشات ومأكولات صحية من المنزل بحيث تعود الطفل على المشي او الركض يوميا بكافة الطرق المتابعة من اخصائيي التغذية في حال الوصول لحالة حرجة
من المهم مراقبة الوزن وقياسات الجسم دوما ومراجعة اخصائي التغذية كل عدة اشهر
4- تقليل فترة متابعة التلفاز أو استخدام الاجهزة اللوحية واستبدالها بنشاط بدني
5- تقليل عدد مرات تناول الوجبات السريعة عالية الدهون والتركيز على تناول الفواكه بدلا من الحلويات
6- تعديل نوعية الاغذية غير الصحية في المدارس الى اغذية صحية
7- تبديل الشيبس بالبوشارلما له فوائد عظيمة وصحية للقلب والشرايين وقليل السعرات الحراية.

وختاما فإن موضوع السمنة والبدانه لها أضرارا كثيرة يجب على الفرد والاسرة والمجتمع البدء بإزالتها أولا، ثم البدء بمحاربة السمنة والوقاية منها لتجنب اضرارها الصحية والتي سنتكلم عنها في مقال قادم ان شا الله .

Comments